السبت، 22 يوليو 2017

إماطة اللثام عن مشبهات ديار الإسلام - (2) ديار الإسلام الأربعة

جاء في ( فَتح الباري بشرح صحيح البخاري ) للــ ( الحافِظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ) في شرح الحديث اﻷول عن رسول الله (صلى الله عليه و آله و سَلم) : " إنما اﻷعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دُنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " :

"
الهجرة إلى الشئ الانتقال إليه من غيره . و في الشَرع ترك ما نهى الله عنه ، و قد وقعت في الإسلام على وجهين : 
اﻷول : الانتقال من دار الخوف (*) إلى دار اﻷمن (**) كما في هِجرتي الحبشة و ابتداء الهجرة من مكة إلى المدينة .
الثاني : الهِجرة من 
دار الكُفر (***) إلى دار الإيمان (*#) و ذلك بعد أن استقر النبي بالمدينة و هاجر إليه مَن أمكنه ذلك من المسلمين .

                                                                                                    "

انتهى اﻷخذ عن (الحافظ بن حجر العسقلاني)


--------------------------------------------
(*) 
دار الخوف : هي التي لا يأمن فيها المُسلم على دينه و نفسه و عرضه مثل مكة بعد البعثة و قبل الفتح ، و مثل بلد قوم لوط ، و مثل بلد شُعيب ، و مثل مصر عندما كان يستضعف فرعون بني إسرائيل و من آمن مع موسى .
(**) 
دار اﻷمن : هي التي يأمن فيها المُسلم على دينه و نفسه و عرضه حتى و إن كانت هذه اﻷرض لا تحكمها شريعة الرحمن ( دار كُفر ) مثل الحبشة عند الهجرتين ، و مثل المدينة قبل الهجرة ، و مثل مصر عندما كان يحكمها الملك و عاش فيها يوسف و يعقوب و بنوه آمنين يدعون إلى الإسلام و يعيشون الإسلام دون أن يفزعهم أحد .
(***) 
دار الكُفر : هي التي لا يتحاكم فيها إلى كتاب الله و سُنة نبيه و يتم التحاكم فيها إلى غير ما أنزل الله .
(*#) 
دار الإيمان : هي التي يتحاكم فيها أهلها إلى كتاب الله و سُنة رسوله .

و من المُهم جدًا ألا تختلط لدينا تلك المفاهيم اﻷربعة و نُدرِك أن مفهوم (دار الإيمان) يقابله مفهوم (دار الكُفر) و ليس (دار الخوف) ، كذلك فمفهوم (دار الأمن) يقابله مفهوم (دار الخوف) و ليس (دار الكُفر) . فلو فرضنا مكانًا على وجه اﻷرض أعطيناه الرمز (س) فإن تصنيفه يتحدد بسؤالين على الترتيب التالي :
1 - هل (س) دار إيمان أم دار كفر ؟
2 - هل (س) دار أمن أم دار خوف ؟
و بالتأكيد قد يقفز إلى ذهنك السؤال التلقائي : " هل يمكن أن تكون دار الإيمان دار خوف ؟ " و إني ﻷعزو غرابة السؤال إلى نُدرة وجود تلك الحالة على مَدَار التاريخ حتى إنني لا أجد مثالًا صريحًا لها إلا زمن الفتنة بين (علي) و (معاوية) - رضي الله عنهما - أو مِحنة خلق القرآن في عهد الخليفة العباسي (المأمون) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق