الثلاثاء، 25 يوليو 2017

إماطة اللثام عن مشبهات ديار الإسلام - (3) الإغواء

تحدى إبليس الخالق و تبجح قائلًا كما روي لنا رب العزة : (( فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ Ѻ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ Ѻ ))
و من صراط الله المستقيم الإقرار له بــ : الخلق و اﻷمر و الحُكم و العبودية
(( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ))
(( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ))
((  وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ))
((  وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ))
((  وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ))
((  وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))

و المؤمن الموحد لله وجب عليه أن تتشكل عقيدته بالإقرار لله تعالى بما مضى ( و تلك طبقة ) ، ثُم وجب عليه أن تتشكل بنيته الذهنية و النفسية تبعًا لعقيدته و ما تقتضيها ( و تلك طبقة ثانية ) ، ثُم عليه أن يجتهد أن تكون مناسكه و معاملاته و حركته و سلوكه و ميزانه للأمور مبنية على أساس الطبقتين السابقتين .

و قد جاء في الحديث :
عن أم المؤمنين عائشة قالت :
 " فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ " 
و قال رسول الله
 " قل آمنت بالله ثُم استقم " و " عرفت فالزم "
و في الحديث من رواية جابر بن عبد الله :
 كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا إِذْ خَطَّ خَطًّا ، فَقَالَ : " هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ " ، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، فَقَالَ : " هَذِهِ سُبُلُ الشَّيَاطِينِ " ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الأَوْسَطِ وَتَلا الآيَةَ : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))

ثُم يأتي إبليس و يقعد للناس صراط الله المستقيم و ليس لإبليس هدف يضمن له أن يُحشر الناس معه إلى جهنم إلا أن يكفروا بالله و أحد مظاهر الكُفر ألا يُقَر لله بالخلق و اﻷمر و الحُكم و العبودية أو لا يُقر لله تعالي بإحداها . فإذا كانت الوثنية التي عهدناها في اﻷولين أصنامًا في المعابد تُعبد من دون الله فإن الوثنية الحديثة التي اخترقت اﻵخرين أصنامًا تُبنى داخل العقل و النفس على غير ما أراد الله لعباده ، فيكون حال المرء هو عدم الإقرار لله باﻷمر أو الحُكم فما أشبهه بحال مشركي قريش أقروا لله بالوجود و الخلق و لم يقروا له لا اﻷمر و لا الحُكم و لا العبادة و جعلوا من دونه ملائكة و آلهة يتعبدونها و يسألونها 
(( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ))
فعلى سبيل المثال : تنتشر في بعض البيئات العربية البسيطة ثقافة حِرمان الإناث من الميراث رغم أن الله عز و جل جعل للإناث نصيبًا ، فلربما يكون المورث مصليًا حاجًا معتمرًا إلا أنه في أمر الميراث لم يقره لله  .
مثال آخر : التنكر لحدود الله في الزواج و الطلاق ( إنكار اﻷمر و الحُكم لله ) ثُم وضع تشريعات بشرية لتنظيم الزواج و الطلاق
 (( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهْوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ))
مثال ثالث : القبائل العربية التي أنكرت الزكاة و امتنعت عنها بعد انتقال رسول الله إلى الرفيق اﻷعلى دخلت في جملة المرتدين الذين أنكروا دين الإسلام بالكُلية و ذلك بامتنعاهم عن شريعة واحدة من شرائع الإسلام .

ما سبق كانت توطئة للولوج إلى معابد الجاهلية المُعاصرة و تحطيم أصنامها خاصةً لو كانت هذه المعابد و للأسف بين ديار المُسلمين و للأسف يسقط المسلمون بين براثن كهنة تلك المعابد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق